Monday, April 28, 2008

مخيلات البحث...والتقليد الاعمي


من المعروف _علميا_انه لا يوجد علي وجه الارض اثنان من البشرمتشابهين

في كل شيء

فكونك تجد مخلوقين طبق الاصل من بعضهما فهذا من رابع المستحيلات

عندما ادركت هذه المعلومة بدات مخيلاتي تطوف عبر السنين

وتخيلت شريط ذكريات امتلأ باحداث ما يقرب من عشرة او اثنتا عشر سنه

يمر امامي لأشاهد ما حدث وما دار منذ حوالي اثني عشرة سنه ماضية

لأكتشف وانا في التاسعه عشر من عمري اكبر خطأ ارتكتبه في حياتي

وبدات الحكاية بانني وانا في السادسه من عمري وعندما بدأ عقلي ادراك ما حوله

من اشياء كان لي اخا يكبرني بسنتين تقريبا اسمه "احمد"

كان _وما زال_ احمد يمتاز بصفات واخلاق فطرية رائعه جعلت كل من يراه يحبه

حتي ان جده قال عنه بعد ولا دته مباشرة انه "طفل قرأني" وكان حقا وصفا رائعا

وبالفعل كان هذا حقيقي فقد ابهر هذا الطفل في بداية حياته كثير من الناس

فكان طفلا بشوشا نظيفا محبوبا بين اهله وجيرانه واساتذته واصدقاءة

وقلما وقع في خطأ وقع فيه غيره من الاطفال

هذه ليست كل الاشياء التي ادت انبهار الناس به ولكن دعنا ننقل الكاميرات سريعا

ونسلط الاضواء قليلا علي الطفل الذي يصغر "احمد" بسنتين وهو الشخص الذي يحدثكم الان

فقد نشأ هذا الطفل نشأه طبيعيه فكان دائم اللعب واللهو وكان يعتاد التجول في الشوارع والحواري اكثر مما يجلس في بيته مع امه وابيه

وكان لا يحلو له لعب الكره الا حافيا خالعا قميصه تحت اشعةالشمس الحارقة

وقت الظهيرة في شهور الصيف شديدة الحرارة

علي عكس الاخر الذي كان لا يلعب في هذه الاوقات الا نادرا وهو مرتديا حذاءا وبقدر الامكان زيا رياضيا

وما يلبس ان ينتهي اللعب حتي يذهب سريعا للاستحمام واستبدال ملابسه بملابس اخري نظيفه ليعود نظيفا كأفضل حالا من ذي سابق

لقد نشأ الصغيران في بيئه واحده …هذا حقيقي!!

وفي بيتا واحد ..لا انكر ذلك!!

ولكن تميز الكبير بصفات فطرية ميزته عن سائر الاطفال التي نشأت معه

في حواري قرية صغيرة

واول من تفوق عليهم هو اخاه الذي يصغره بسنتين فقط.

والتفت الصغير الي ما حققه اخوه من نجاحات واعجبه ما فعله فوضعه في عينيه

حد اقصي

وحاول ان يسلك طريقه وينتهج منهجه ببصيرة عمياء

فأخد يحاكيه في كل شيء ويخضع لكثير من اراءه مرسخا في عقله

ان كل ما يخرج من فمه فهو صحيح وكل ما يفعله فهو جميل

وكل هدفه ان يكون نسخه ثانيه منه وتلك كانت الكارثة لان التقليد الاعمي لا يظهر

مميزات النفس ويتجاهل ذاتية الفرد ويجعله في نظر نفسه ليس الا تابعا لشخصا

اخر علاوة علي ان التقليد المعصب العينين سيصحبك الي الوقوع في اخطاء

كنت في غني عنها لانك لم تكن تفكر فيها من الاساس وانما هو تفكير شخصا في

نظرك معصوم الخطأ

اكثر ما اعجبني في الكلام عن هذا الموضوع

هو تشبيه الشيخ الغزالي حيث قال

ان الانسان بطبائعه وخصائصه الطبيعيه كاالقطار الذي يسير علي قضبانه

فاذا حاول الانسان الخروج _في محاولة فاشلة من المحاكاه والتقليد _

علي طبائعه وصفاته فستكون عاقبته كعاقبة القطار الخارج عن قضبانه

ليس الا مزيدا من الاحتكاك وتقلبا في طريق الحياه

كثيرا منا له"احمد "في حياته فلنتعلم منه نتأثر به ولكن لا تحاول ان تكون مثله

فذاك مستحيلا وسيودي بك الي منعطفات نفسيه لا ترجي عواقبها

اخشي كثيرا ان يفهمني من يقرأ هذا الكلام بالخطأ

فانا لا ادعو الي الا نتخذ من الاشخاص الناجحة قدوة لنا والا نتأثر بمن حولنا

ونتعايش معهم ونبحث عن اسباب تميزهم

ونتعلم منهم فنحن جميعا نحي لنتعلم

ولكن لنتعلم من الاشخاص ولنتلقي الدروس ولنفهم الاشياء الغامضة

ونستعين بالكبار وننصت الي الصغار ولكن كل في طريقه يسير علي قضبانه

مستقلا قطاره في طريق حياته فلتكن فوضويا اذا اردت ولا تكن نظيفا اذا احببت

ولكن كن علي علم انك نسيج وحدك وتركيبة مختلفه عن الناس

لا احد مثلك ولست مثل احد

انت فريدا من نوعك

فجرب علي سبيل التجربة انه تحيي طبيعيا وان تنطلق علي سجيتك

ستري ما تحققه من نجاح وما ستناله من السعاده



خلاصة البوست

1- هناك فروق شاسعه بين القدوة الحسنة والتقليد الاعمي

2- (من الافضل لك الا تخرج عن طبائعك وتذكر دائما(انت نسيج وحدك

3- طموحاتك ليس لها حدا اقصي